السبت، 30 سبتمبر 2017

كوابيس ناعمة

اللوحة للفنانة / صابرين مهران 


تركت محاولة تفسيرها

تركت الرغبة في تعليلها

تركت حتى رغبتي في عدم تكرارها أو استبدالها بأحلام جميلة 

بدأت مرحلة انتقائها وتحويل مسارها حسبما يروق لقلمي أن يكتب 

بدأت أتدخل في أحداثها الغرائبية وأتعجب منها كلما صحوت 
فأقول لنفسي :

لماذا قررت أن يكون الأمر كذا بدلا من كذا ؟!

سأعود غدًا لرسم خريطة جديدة لكوابيسي

تكون أكثر وضوحًا أو غموضًا

وسأحاول جاهدة الإمساك بتفاصيلها كي لا تغرق من جديد في ذاكرتي السمكية

وكلما انتهيت من سؤال ..

بدأ سؤال جديد يطرق أبواب كوابيسي ..

الناعمة

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الجمعة، 29 سبتمبر 2017

يوم سيء




على وسادتي ..

شنقت كوابيسي الناعمة نفسها

كي تبقى روحها معلقة هناك

أستفيق بصعوبة 

ينتشلني منها 

سكين مسموم في خاصرتي 

أبتلع الكثير من المسكنات ، والمهدئات 

وأمازح سيجارتي خفيفة الظل 

كي أخرج بها ومعها من هذا الاختناق 

فإذا بدخانها يكمل المؤامرة على روحي 

فيتكثف على فتحات التهوية والمنافذ

ثم يسيل كالصديد على الأرض 

فتخرج منه رائحة منتنة تكتم الأنفاس 

ياله من يوم سيء 

أثبت قطعة قماش على فمي كي أكتم سُعالي المتكرر

وبكائي المتكرر 

وصراخي المتكرر 

أملأ هواء الغرفة بالمعطّر 

وأغرقها بالماء والصابون كي أزيل هذا الصديد والرائحة المنتنة 

لا شيء يحدث 

اشترك المعطر والماء والصابون معهم في المؤامرة 

أصرخ في الفراغ 

والفراغ يصرخ بي 

أحدثنا ضجة كبيرة 

فتجمهر الناس حول بيتي 

يرون حرائق من دخان بلا نار 

ولا يحركون ساكنًا 

ما زلنا نصرخ أنا والفراغ 

وهم لا يسمعون 

أو .. لا يفقهون ما يحدث في الداخل 

أو .. لا يرغبون مشاركتنا 

كوابيسنا الناعمة 

ولا إنقاذنا من السكين المسوم

معهم حق ..

فمن ذا الذي يحب المشاركة

في يوم سيء ؟