السبت، 29 أكتوبر 2016

طفولة مقتولة



أكبرُ كل يوم عمرا جديدا 
فأنظر خلفي 
لأجد طفلة ..
مازالت تبحث عن ثدي أمها .. وحضن أبيها 
مازالت تبكي ألما ..
كلما أمسكت بالإبرة والخيط 
محاولة أن تجمع القطع التي تناثرت ..
من قلبها 
لكن بحيرة دمٍ أسود اللون 
أغرقتها 
حجبت عنها رؤية قلبها 
وهو يدخل في سم الخياط 
أكلّ هذه الدماء كانت لها ؟
أي طفلة تلك التي كنتُ ؟
لا أذكر 
كبرتُ كثيرا 
حتى أني نسيت ..
كم طفلة قتلت في داخلي 
كم قطعة مزقت من قلبي 
كم عمرٍ سقط ميتاً من ذاكرتي 
نسيت ..
حتى ما عدت أذكر .. كم نسيت ؟
لكن القطعة التي في يدي الآن 
ما زال يجري فيها النبض 
كاللقيط الذي رموه في شارع الموتى 
مازال يقاوم الموت من حوله 
كي أعيش

ــــــــــــــ

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

لعنة القصيدة

لا تخبر القصائد عني
فنصفها سيلعنني
والنصف الآخر
سيطالبك بقتلي
دعني أتجول بين حروفها بصمت
فقد تحتاجان يوما ما ..
إلى صمتي
 
ـــــــــــــ

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

شهوتها


(1)
كمن أصابه مسٌّ من الجن فوجد نفسه فجأة يمشي على الماء .. ورغم شعوره بالعجز عن الوقوف ثابتا أو التحرك مسرعا ، إلا أن نشوة في هذه المعجزة جعلته يتلذذ بعذابه هذا .. هكذا تماما كان يشعر وهو يتعامل معها ، بحذر وخوف وارتباك ونشوة العذاب اللذيذ ، " هكذا يفعل العشق دوما بأهله " .

" ستنهض من كبوتها حتما " " سيرهقها السير وحيدة " " ستعود وستغلبها رغبتها يوما ما " هكذا كان يحدث نفسه دوما كلما اعتلت نشوتهما صهوة العشق فتركته بنشوتها وجسدها وروحها بين يديه ورحلت دون أن تمنحه فرصه الوصول إلى آخر الطريق .. هو يعلم تمام العلم أن شهوتها تغلب رغبتها دوما ، لذا فهو لا يغضب منها مهما فعلت ومهما كان عذابه بها شديدا ، حتى صار يؤمن بسطوتها عليه إلى الدرجة التي جعلته يعتقد في نفسه الضعف ، ولكن هل يكون تفهّم الحبيب ضعفا ؟

كان يعتقد أن الشهوة محدودة برغبات الجسد ، لكنه معها عرف أن للشهوة معان أخرى .. إنها شهوة الانتصار .. الانتصار على كل رغباتها .. الانتصار على الدنيا بكل شهواتها .. الانتصار حتى على نفسها .

اليوم هو يوم التقاء الحسنَيَين .. طال الشوق بينهما بعد آخر حديث قاس كان معها ، فكر بأن يشتري لها هدية تليق بأميرته المدللة ، وكالعادة وقع في ذات الحيرة ، هي تحب الفستاين البيضاء لكنها ترتدي منها الأسود فقط .. ماذا سيشتري ؟

العطور والماكياج والزهور أشياء مفضلة لديها ، لكنها ستتركها في صندوقها الخشبي ولن تستخدم منها شيئا .. وستترك زهورها تذبل أمامها وكأنها تنظر إلى ذاتها التي ذبلت ذات يوم ولم تفكر في إنقاذها .. فبماذا سييأتي لها اليوم ؟

فكر أن يأتي لها بالشيكولاته المفضلة لديها ، لكنها ستقدمها لأول طفل يمر أمامها لتدخل بعدها مطعما صغيرا للفول والطعمية اللذان يكرهان معدتها كراهية العدو اللدود .. فماذا سيفعل ؟

هو يحبها لدرجة الحيرة ولا يريد من أحد أن ينقذه منها ، لذا قرر أن يأتي لها بكل ما تحب وما تكره وسيترك لها الاختيار ، هكذا فقط قد يحصل على رضاها الذي لا يدوم .. شعور سيء أن تذهب لمن تحب بكل شيء وأنت تتوقع منه السخط أو الصمت في أفضل الأحوال .. لكنه مازال يمني النفس بيوم جميل مع الحب الذي حيره وأتعبه وأذاقه ذلك العذاب اللذيذ .. اشترى لها كل ما تحب وما تكره حاملا قلبه بين كفيه لتفعل به ما تشاء .. أمسك هاتفه المحمول وكتب فيه بضع كلمات كرسالة لها لكنه لم يرسلها .. بل تركها على هاتفه حتى يرى ما تحدثه الساعات القادمة .

كتب :

(( برغم عذاباتي .. سأبقى أحبكِ حتى الرمق الأخير ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2)
خرجت كعادتها بعد استحمامها عارية تماما إلا من قطعة واحدة صغيرة كانت أو كبيرة تلفها حول جسدها الممتلئ النحيف ، قد تكون هذه القطعة فوطة أو ملاءة أو عباءة أو قميصا خلعته عنها ملقية به على حافة حوض الحمام .. هي لا تلتفت كثيرا لما يجب فعله وما لا يجب ، قكل شيء عندها يمكن أستخدامه في غير محله ، تماما كما تم استخدامها ذات يوم !!

دخلت غرفة نومها وخلعت عنها تلك القطعة التي كانت تحيط بالنزر اليسير من جسدها ، لتقف عارية تماما أمام مرآتها ، تتأمل جسدها وتفاصيله التي تكرهها ، نعم هي لم تكره شيئا في الدنيا كهذا الجسد الملعون ، هذا الجسد الذي سيظل ملتصقا بها حتى تموت ليذكرها دوما بيوم اغتصاب أركانه وثناياه ، يوم تم انتهاكه علنا بورقة لم تفهم محتواها يومها ، كانت تعتقد أنها ورقة بيع سيارة أو عقار ، حتى اكتشفت أنها ورقة بيع جسدها الملعون لرجل ملعون لم يواري سوءته عنها بحجة أنه زوجها .. ولم يتوانى عن اغتصابها بحجة أنها زوجته التي دفع ثمنها مقدما لأبيها ، وقد كتب بذلك عقدا يمنحه حق امتلاكها مدى الحياة ، لذا فلن يجرؤ أحد على محاسبته فيما يفعل بهذا الجسد ولا حتى هي تجرؤ على الصراخ به أو له ، هي ملك له ومن حكم في ماله فما ظلم !!

كلما تذكرت ما حدث ارتعشت رعبا ، رغم أنها اليوم لم تعد ملكا لأحد .. ولا حتى لحبيبها الذي يجعلها ترتعش أيضا ولكن نشوة وحبا .. لكنها أحيانا تشعر بأنها تكره حبيبها وجسدها معا ، فهما غالبا ما يتفقان عليها ويوشكان أن يعلنا انتصارهما عليها ، لكنها في اللحظة الفارقة تترك كل شيء وترحل ..

نعم هي اليوم المالك الجديد لهذا الجسد وهو إن شاءت أم أبت سيبقى ملتصقا بها حتى تموت ، لذا عليها أن تعقد معه صفقة صلح بعد هذه الهدنة الطويلة ، عليهما أن يتفاهمان ويحبان بعضهما البعض ، عليها أن تحب جسدها كي لا يتعبها بقرح المعدة أو القولون أو الصداع النصفي ، نعم لقد كانت تحاربه حربا ضروسا ، فتقسره على كل ما يكره ، ولكن .. هل يعني هذا أنها ستفقد شهوتها ؟ شهوة انتصارها على رغباتها ؟ شهوة انتصارها على جسدها .. على ذاتها ؟

أتعبها السؤال كما أتعبتها الإجابة .. لكن لكل حرب نهاية ، وهي قد دفعت ما يكفي من خسائر لهذه الحرب ..

اليوم هو يوم التقاء الحسنَيَين .. طال الشوق بينهما بعد آخر حديث قاس كان معه ، بدأت بارتداء ثوبها الأسود .. لا هي اليوم ستبدأ رحلة الصلح مع الأشياء التي أحبتها لأجل حبيبها على الأقل .. ربما تعود لشهوتها في يوم آخر .. أما اليوم فلا بأس ببعض الهزائم .. خلعت ثوبها الأسود لترتدي ثوبها الأبيض الوحيد كشمعة وسط الظلام الذي يحيط بخزانة ملابسها .. وضعت بعض الماكياج الذي يظهر حسنها ولا يخفيها .. تعطرت بعطر حبيبها المفضل ، لم تلمسه منذ وقت طويل جدا

ارتدت حذائها العالي لتبدو أميرة حقيقية كما يحب حبيبها أن يلقبها ، نظرت إلى هاتفها .. هل تبعث له برسالة تطيب لها روحه حتى يلتقيان ؟

كتبتها لكنها ترددت في إرسالها ، فهي مازالت تخشى سطوة شهوتها ، تخشى الندم ، تخشى الهزيمة .. كتبتها لكنها لن ترسلها حتى تراه وجها لوجه وتتأكد من رغباتها .. خرجت إلى موعدها وهي تنتظر ما ستؤول إليه الساعات القادمة .

كتبت :

(( برغم انتصاراتي .. سأبقى أحبكَ حتى الرمق الأخير ))



ــــــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

يوماً ما ..


يوما ما .. 
سيخرج من قمقمه .. من يحبني حد الوجع 
فيقتل كل الأفاعي التي .. أرعبت كوابيسي 
وكل العقارب التي .. سمّمت شراييني 
وكل الثعالب التي سخِرت من ألمي

سيدخل بيتي المهجور ..
فيحطم الأصنام التي استعبدتني 
ويزيح خيوط العنكبوت التي قيّدتني 
ويمحو كل الخرافات التي ..
شوهت جدران بيتي .. وشوهتني

يوما ما ..
سيخرج من قمقمه .. من يحبني حد الفرح 
فيُحيي الأزهار التي قتلتُها يوما بموتي 
ويشاكس القطط التي نسين اللعب في بيتي 
ويقرأ لي حكايات لم تقرأها عليّ أمي 
ويكتب عنّي حكايات .. لم تولَد بعدُ منّي

يوما ما .. 
سيأتي .. من يحبني بشراهة 
فيحنو على طفولتي 
ويرأف بأمومتي 
ويسعد بصحبتي 
ويحزن لفقدي 
ولن يمل حديثي عن كل التفاهات التي ..
ملأت أركان عقلي ومكتبتي 
وسيبقى معي ..
حتى يرى عظام وجهي 
وانحناءات عظمي 
وسقوط جلدي 
ولن يتوقف نبضه عن الكلام 
رغم توقف ساعة بيتنا عن الحراك 
فما زال أمامه وقت ..
كي يضيء شموع حكاياتنا معاً 
ويزرع زهر البنسفج ..
حول قبري

ـــــــــــــ

الجمعة، 2 سبتمبر 2016

بقايا النساء


ماذا تعرف عن بقايا النساء ؟
نهدٌ هنا .. وثغرٌ هناك ؟
وبعضٌ من زوايا مظلمة للمجون ؟
حبات لؤلؤٍ أسودٍ تناثرت على أجسادهنّ ؟
وماذا بعد ؟

ماذا تعرف عن قطع الحلوى التي تساقطت من أرحامهنّ ؟
و شظايا البلّور التي تناثرت من قلوبهنّ ؟

ماذا تعرف عن الأحضان التي ملّت أياديهنّ ؟
والطرقات التي ضلّت أقدامهنّ ؟

ماذا تعرف عن الجنائن التي هجرت أحلامهنّ ؟
والخرائب التي سكنت أرواحهنّ؟

ماذا تعرف عن الأيام التي أكلت جلودهنّ .. ولحومهنّ .. وعظامهنّ ؟

ماذا تعرف عن يداك 
التي .. شوّهت حياتهنّ ؟

سترعى بين حدائقهنّ كثيرا .. ولن تعرف 
سترعى كالغنم الذي يأكل ولا يزرع 
وستُحيل جمالهنّ خرابا في الزحام 
ولن تنفع معك شكواهن أبدا 
بعد أن سقطت منك كل المعاني 
وتوقف نبضَهنّ عن الكلام 

ـــــــــــــــــــ

الأربعاء، 10 أغسطس 2016

مبادئ في سوق النخاسة





حملوها بعيدا عنهم 
كي لا تصيبهم بعدوى الضحك 
كانت تضحك من هزائمهم 
من وهم انتصاراتهم 
من زيف كلماتهم
من حزن ابتساماتهم 
كانت تضحك على حالها ..
وهي معهم

تلك المبادئ التي ..
أكل عليها الدهر وشرب 
فحملوها بعيدا عنهم 
كي لا تصيبهم بعدوى الاكتئاب 
لتجد نفسها ذات ليلة ..
بضاعة معروضة في سوق النخاسة

ـــــــــــــــ

السبت، 6 أغسطس 2016

توأم الروح

الخال .. ممدوح فوزي 


توأم الروح ..
بيسرق منا أرواحنا 
يحملّها على جناحه 
يطير بيها ويرجعنا 
يخلي لعمرنا معنى 
وف براحه .. 
يجمعنا 
يطول العمر أو يقصر 
كفاية أننا حواليه 
نسينا في ليلة عمر ..
كل أوجاعنا


السبت، 16 يوليو 2016

الحقيقة الكبرى



صورة الأنثى التي ترتسم كل يوم على وجهي 
هي بعضٌ من حقيقة كبرى .. 
لا يسعني ولا يسعكم إدراكها 
***
ربما لأني كنت يوما ..
جناح بعوضة .. عاشت على دماء الأنبياء 
فماتت قبل أن تتوب 
***
ربما لأني كنت يوما ..
سفينة أنقذت بعضهم من الغرق 
وأغرقت حوارييهم الكاذبين 
***
ربما لأني كنت يوما ..
أسطورة معلقة على أستار الكعبة 
لم يقرأها العرب .. 
لأن حروفها سومرية قديمة 
وأبياتها أشجارٌ ذابلةٌ من حدائق بابل 
***
ربما لأني كنت يوما ..
القبح الذي ارتسم على وجه بومةٍ 
لأن أهلها نعتوها بالمشؤومة 
***
ربما لأني كنت يوما ..
التفاحة التي سُرِقت من الجنة 
وأنزلت آدم ومن معه إلى النار 
***
ربما لأني كنت يوما ..
الخوف الذي أمسك بتلابيب أفعىً هرمة 
فانقلبت عليه .. وملأت الأرض رعبا 
***
ربما لأني كنت يوما .. 
إله الحب والجمال الذي ..
وقع أسيرا بيد آلهة الحرب من الرجال 
***
ربما لأني كنت يوما ..
الرجل الوحيد الذي قتل نفسه ..
دفاعاً عن كومة ذكورٍ ..
لا يفقهون من الحياة شيئاً
سوى الاختباء وراء أمرأة ..
قتلوها ليُقال عنهم .. 
أنهم أبطال 

ـــــــــــــــ
#الفاطمة

الأربعاء، 29 يونيو 2016

في لحظة فارقة



في لحظة فارقة من الزمن 
وجدُتني بينهم 
أولئك الرائعون ..
الذين يختبئون وراء ابتساماتهم 
وفي قلوبهم نبع الحياة 
وبوق ينذر بموتها 
ابتساماتهم .. 
تلك التي .. تمنحني وعدا بالحياة 
فما إن أرتدي ثوبها 
حتى تهمس لي قائلة :
لا تنسي نشيد الوداع 
فأبكي ..
أريدني معكم 
فلندع الفراق على الأرض ..
ونمضي معا ..
في الفراغ العابث تحتها 
لكنهم مازلوا يبتسمون 
فهم يعلمون .. 
أنني مازلت طفلة عابثة 
ومازال الموت يدهشني 
كما الحياة 
ومازال الفراق يؤلمني 
كأول لقاء 
ومازلت أتلمس في كلماتهم 
وعدا بالنجاة

لعنة الإبداع



الإبداع أن ترى ما لا يراه الآخرون 

قد يصل بك الأمر .. 

أن ترى نفسك وهي تمشي على حائط المبكى 

أن ترى رأسك يتدلى .. 

كعنقود عنب من السقف .. 
بدل الثريا 

أن ترى شرايينك تسير بين الوديان .. 
بدل الأنهر

أن ترى أضلاعك قد صنعت لك سورا ..
 حول بيتك

أن تسمع رائحة البخور
وترى صوت العصافير
وتشم عطر الحروف

أن ترسم النثر
وتكتب الصورة
وتجلس على قارعة القصيدة
تلعن نفسك 

ــــــــــــــــــــ

بكائيات



أجالسكم جميعا بصدر رحب 

على المقاهي والحدائق والبكائيات 

ليس عندي ما أمنحه لكم 

سوى بعض المحاولات 

ابتسامة خجلة 
أو ضحكة فاترة
أو دمعة ضامرة
أو بهجة أبحث عنها من أجلكم فقط

أجالسكم جميعا على أمل
أن يبقى في روحي
بعض من أرواحكم الجميلة
لتؤنس وحدتي الصديقة

لكنني أعود دوما
لأجالس النور الذي
ترسله لي سجائري المشتعلة
في ظلام الروح الوحيدة

ـــــــــــــــ

يستويان


على أرضي ..
يستوي القبح والجمال 
الكره والحب 
العلم والجهل 
الفراغ والامتلاء 
النار والجنة 
قسما بربي يستويان 
كما تستوي أسنان المشط 
فكل نقيض يعادل نقيضه ويكمله

شكوى



طفلة في السبعين من عمرها 
تشتكي الله زمنا .. 
سرق منها لُعبتها ..
وحفيدها ..
ووطنها 
ويتهمها ..
بسرقة تفاحة من الجنة

الأحد، 26 يونيو 2016

الأسطورة المعلقة



عاش الأربعة .. مات الأربعة 
أنا .. التي عرجت نحو الهاوية 
بلا اكتراثٍ .. لأرض أو لـ سماء 

وسيدة .. 
كانت ترضع إله الفضيلة 
في الشتاء 

فماتت تاركة إياه تحت جذع نخلة 
علّه يكفّ يوماً عن البكاء 

لكنه .. مات أيضا .. 
تاركاً فضيلته المسكينة 
يعبث بها ..
جمعٌ من اللُّقطاء 

فأي أسطورة تلك التي ..
يجوع فيها إلهُ .. 
وتُقتل فيها أنفس الأشياء ؟!

ــــــــــــــــ

الثلاثاء، 29 مارس 2016

لسبب غير مفهوم




ولسبب غير مفهوم 
وجدتُك تعيث فسادا في ذاكرتي

من هؤلاء 
أمي .. أبي .. أختي .. أخي ؟
ولماذا تركوني كاللقيطة بين يديك ؟
وكيف سأعرف وجهتي 
وكل العناوين اختفت من هنا 
وكل الأوطان رحلت من هنا 
كيف سأعرف من أنا 
وذاكرتي خالية إلا منك
يا أيها الراحل عني يوما 
دع لي شيئا أتشبث به 
دع لي إجابة أستند إليها حين أسأل 
كيف مزقت لحظاتُك المجنونة كل أزمنتي ؟

هكذا ولسبب غير مفهوم 
قررت أن أتخذ من الصمت دليلا 
ربما وجدت على أرضه كل الإجابات 

ولكن ..
ماذا تفعل الآن ؟
هاقد بدأت تعربد في زوايا الروح 
ومازلتُ لسبب غير مفهوم 
أمنحُكَ ذاكرتي 
وأغوص في الإنصات 
لأنين الروح

ــــــــــــــ

الاثنين، 28 مارس 2016

رسائل الصامتين



رسائل الصامتين .. في قلوبهم 
كالعدل في الدنيا ..
لا يصل إلى مستحقيه 

ــــــــــــــ

الاثنين، 21 مارس 2016

حياة


حياة
:)

يامن كنتَ حبيبي




إليك ..
يا من كنت حبيبي ..
فلتحيا عزيزاً قوياً مطمئناً
فلتحيا سعيداً دوماً ومنتشياً 
فأنا ...
مازلتُ أذكرك بكل خير 
ومازلتُ ..
أحتفظ بصورة حُبّكَ على حائطي
أتأملها مع ذلك الشريط الأسود جانباً 
أرأيت ..!؟ 
لقد تربيتُ في بيتٍ كريمٍ
علمني..
بأن إكرام الميت دفنه 
وأن لا أذكر للموتى إلا محاسنهم 

ـــــــــــــ

الأربعاء، 16 مارس 2016

تكلّم كي أراك




في غيابك ..
يصرخ الصمت في روحي 
متى تأتي كي أبوح !؟

في حضورك ..
تستكين الحروف بروحي وتهدأ
لا صوت يعلو فوق صوتك 
لا نبض يعلو فوق قلبي 
لا شيء أروع ..
من أن تبوح


تكلّم كي أراك 
ــــــــــــ

وحدتي الصديقة


يحاول الغياب أن يُعلّمني 
كيف ألهو مع وحدتي الصديقة 
لكنني .. تلميذةٌ فاشلة 

ــــــــــــــ

ثلاثُ وجوه



أمٌّ رؤوم 
وامرأةٍ غيور 
وطفلةٍ رحوم 
ثلاث وجوهٍ لتاء تأنيث سكنت روحي 
ثلاث وجوهٍ كسرن كل المرايا ..
لينظُرنَ إليك 
وحطّمن أسوار الحياة ..
ليُقبلنَ عليك 
ومازال الصراع بينهنّ ..
يُغويني ويُغويك

ــــــــــــــ

الاثنين، 29 فبراير 2016

بردَ الانتظار



لو أنّك تعلم ..
كيفَ أبدَعَكَ الله في قلبي 
ما تَرَكْتَني على ناصيةِ الشَّوق 
أُعاني بَرْدَ الانتظار

ـــــــــــــــــ

الخميس، 25 فبراير 2016

ألحانُكَ المجنونة



ألحانُك المجنونة .. مزَّقت أوتاري 
يا غائباً عمراً .. يا حاضراً دهراً 
يا سارقاً دوماً .. الحُلمَ من أخباري 

ــــــــــــــــــــ

‫شاعرٌ تَرَكَ حُروفَهُ ورَحَلْ‬


أكلّما رحلت بعيداً .. فقدت حروف الضاد معناها ؟
أتترك الروح جسدها وهو مرساها.. !؟

ـــــــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

محاولات فاشلة



حَاوَلَت جاهِدةً أن تُنقِذَ ضميرهُ من الهَلاك 
لكنهُ أَبَى ...
إلاّ أن يَحمِلَ ضَميرَهُما معاً بِيَديه..
مُلقياً بِهِما في قَعرِ الجَّحِيم .

ـــــــــــــــ

أنفاسٌ لا تعود



أراد منها أن تعده بالحب يوماً 
فأخبرته ..
كيف تتقلب [ بين كفّي خالقها] القلوب
***
أراد منها أن تعده بالوصل دوماً 
فأخبرته ..
أن لا شيء في الدنيا يدوم 
***
أراد منها أن تعده بالتفكير فيه .. سطراً 
فأخبرته ..
كيف تاه عقلها .. وهي تقرأ ما بين السطور 
***
أراد منها أن تشاركه في الحياة بيتاً 
فأخبرته ..
أن الدار الآخرة لـهي خير البيوت 
***
أراد منها أن تقطع له [في رحاب الأمل] وعداً
فأخبرته ..
أنما هَلَكَ الإنسان في الدنيا بكثرة الوعود 
***
أراد منها أن يَحلُما بطيب الحياة يوماً 
فأخبرته ..
أن الأحلامَ وهمٌ .. وأنما الدنيا تدور 
***
أراد منها أن تمنحُهُ دقائق يَلتقِطَ فيها أنفاسُهْ 
فأخبرته ..
أن الدقائق والثواني .. إنما هي أنفاسٌ لا تعود 
***
فصرخ في وجهها ..
كيف بلغت بكِ القسوة هذي الحدود ؟
***
فأخبرته ..
وحدهم الأطفال لا يُدرِكون 
إن الحياة ملأى بالهجر والصدود 
***
فَرَحَلَ عنها وهو لا يدري 
أنها تتصارع مع سكرات الموت 
بأنفاسٍ لا تعود 

ــــــــــــــ

الاثنين، 22 فبراير 2016

حفنة تراب



وبعضي يموج في بعضي 
يصرعه .. فيقتل الآخر بعضي 
أما أنا ..
فلم يبقَ منِّي سوى 
 حفنة التراب التي 
زهدت بضمّها الأرض

ـــــــــــ

وطنٌ


في قلبي وطنٌ غير مأهول 
في انتظار مواطنٍ غير موجود 

ـــــــــــــــــــ

الأحد، 21 فبراير 2016

تمرّد شاعرة


قالت له : 
 - سمعتُ ذات يوم عن شاعرة تتقلب بين كفيها المشاعر ، تحب وتعشق كل يوم رجلا ،  فلا تلبث أن تستقيم معها الحياة حتى تتمرد عليها ، تفتعل الجرح والألم فقط كي تجد في داخلها ما يثير قلمها ويستفزه ليكتب ، ليُبدع ، لينظر إلى العالم من زاويته هو لا من زوايا الناس العاديين.


فنظر إليها نظرة ملؤها العجب والغضب والتساؤل 

لكنها آثرت أن تطمئنه قائلة :
 - لا تنظر إليّ هكذا .. لا تخف  لن أكون يوما شبيهة بها ، فأنا كلما أحببتك كلما وجدت في قلمي حروفاً لم أعرف عنها شيئاً من قبل ، لا تخف لن أفتعل جراحاً لستَ فاعلها ، لن أفتعل آلاماً لستَ مذنبها ، لن أهجرك يوما تمرداً مني ، أو مللاً منك ، لن أهجرك يوماً لأني لا أقوى على فعلها ...
 لا تخف فأنا يكفيني ما تهديه لي كل يوم من جراحات فأنا بها أغدو شاعرة لم يأتِ الزمان بمثلها .


ــــــــــــــــــــــــ

وسقط طوق الياسمين :(


شقاء النفس


ما أشقاني بنفسي حين أكون أقرب إليك من نفسك
ثم أعجز [ أمام ألمك ] أن أكون لك بلسماً
يستحي منه الجرح أن يملأ جوفك 


















بقلمي

عَبَث



يامن أبحث عنه في العَبَث ..
حروفك مازالت معلّقة على جدران روحي

ـــــــــــــ

السبت، 20 فبراير 2016

إحتواء



خُلِقتُ من ضلعك الذي انحنى كي يداريني 

فـ هَلاّ أخبرتَ قلبكَ أن يلين لعاصفتي كي يحتويني ؟!

ــــــــــــــــ

الجمعة، 19 فبراير 2016

شريرة



أحبها تلك الشريرة التي تستكين بداخلي كعصفور تعود الحبس الإنفرادي في قفص يتآكل من الصدأ ... وهو في انتظار حالة اكتمال الصدأ كي ينطلق ويرتكب كل الجرائم التي كان يحلم بها ذات يوم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ